يقع مطار القاهرة الدولي (1) على بُعد حوالي 15 كيلومترًا شمال شرق العاصمة المصرية، ويعد من أبرز وأهم المطارات في مصر. يُعتبر هذا المطار مركزًا رئيسيًا لشركات الطيران المحلية مثل مصر للطيران وطيران النيل، إضافة إلى العديد من شركات الطيران الدولية المختلفة. يُصنف المطار من بين أكثر المطارات ازدحامًا في إفريقيا من حيث عدد الركاب، حيث استقبل حوالي 26 مليون مسافر في عام 2023.
على الرغم من ذلك، يصنف المطار في المرتبة الثامنة من حيث الحجم في منطقة الشرق الأوسط. ويحمل المطار تاريخًا مثيرًا، حيث كان في الأصل قاعدة جوية تابعة للقوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، تحت إشراف الجنرال جون بين فيلد. و ستغطي هذه المقالة جوانب متعددة حول مطار القاهرة الدولي.
تتباين الآراء حول المطار (2),(3)، حيث ذكر بعض المسافرين تجارب إيجابية، بينما واجه آخرون صعوبات وتحديات. على سبيل المثال، وصف زائر ألماني في مايو 2023 المطار بأنه عملي ومصمم بشكل جيد، خصوصًا المحطة رقم 3. ومع ذلك، كان رأي مسافر كندي في يناير 2024 مختلفًا، حيث وجد أن تجربة المغادرة كانت مؤلمة، مشيرًا إلى مشاكل في فحص الأمتعة، وفحص جوازات السفر، بالإضافة إلى عدم ودية الموظفين. من جهة أخرى، أعرب سائح هولندي في أبريل 2023 عن إعجابه بتنظيم المطار وجودة خدماته، بالإضافة إلى جوه اللطيف.
لكن في المقابل، عبر معظم المسافرين عن خيبة أملهم. فقد انتقد مسافر كندي في ديسمبر 2023 إجراءات المغادرة، وذكر وجود صفوف طويلة، وسلطات غير مفيدة، ودورات مياه قذرة. كما واجهت السائحة الأمريكية روث في مارس 2023 مشكلة فقدان أمتعتها، وواجهت صعوبة في استردادها، ما استدعى منها دفع تكاليف إضافية للحصول على المساعدة. وأعرب مسافر أمريكي آخر في أكتوبر 2023 عن استيائه من وجود عدة نقاط تفتيش أمنية، بالإضافة إلى مصادرة بعض الأشياء الشخصية.
وفي سبتمبر 2023، سلط زائر روماني الضوء على تجربته السلبية، مشيرًا إلى المعاملة غير اللائقة التي تعرض لها أثناء الانتظار الطويل. كما تعرض مسافر كندي آخر في أغسطس 2023 لفقدان الأمتعة، واعتبر ذلك أمرًا غير مقبول. وبدوره، انتقد سائح بريطاني في الشهر ذاته نقص المعلومات الموثوقة، والإجراءات الأمنية المتشددة، وموظفي المطار غير المتعاونين. استمر هذا الإحباط مع مسافر بريطاني آخر، الذي صرح في أغسطس 2023 بتجربة غير إنسانية شملت الاعتقال، وإجراءات قضائية، ومطالبته بدفع أموال إضافية.
وتتعدد هذه التجارب السلبية، مما يعكس الحاجة الملحة لتحسين الوضع في مطار القاهرة، لتعزيز رضا المسافرين وضمان انطباع أفضل عن مصر.
تجاربي الشخصية بعد أكثر من أربعة عقود من السفر عبر مطار القاهرة تجعلني قادرًا على كتابة كتاب متوسط الحجم عن هذا المطار. ولكن دعونا نركز على ثلاث ظواهر فريدة قد تكون مُحبطة بعض الشيء، لكنها تعكس بعض جوانب الثقافة المحلية في مصر.
أولاً، هناك ظاهرة غريبة يقوم فيها الركاب بفتح خزائن الأمتعة العلوية فور هبوط الطائرة، متجاهلين تمامًا تعليمات البقاء في مقاعدهم حتى التوقف التام للطائرة.
ثانياً، يشهد الممر المؤدي إلى مكاتب ضباط الهجرة مشهدًا غريبًا، حيث يقف عدد من الرجال حاملي أوراق عليها أسماء أشخاص مكتوبة يدويًا بشكلٍ ردئ، وينادون بصوت عالٍ على هذه الأسماء كي يساعدوهم في تسريع إجراءات الجمارك والهجرة.
ثالثًا، تنتشر الفوضى عند الخروج من الجمارك، حيث يقوم العديد من الرجال من مختلف الأعمار بعرض خدمات سيارات الأجرة بطريقة عدوانية، مما يُظهر الفوضى وعدم وجود تنظيم واضح لوسائل النقل في المطار.
كان الوقت فجرًا عندما خرجت من المطار، ولاحظت مجموعة من حافلات الركاب محملة بالعمال المتوجهين للعمل في المطار. أدهشني العدد الكبير من العمال الذين كانوا يتزاحمون عند بوابة المطار. تساءلت في نفسي: هل هناك حاجة فعلاً لكل هؤلاء العمال؟ كيف تمكنوا من العثور على عمل في بلد يعاني من البطالة؟ تدفقت في ذهني أفكار حول العلاقة بين العمل في مثل هذه الأماكن المربحة كالمطار، والشائعات المنتشرة حول الفساد والمحسوبية في مصر. وبينما كنت أراقب المشهد، تمتمت في نفسي قائلاً: “إن تشييد المباني لا يخلق أعمالًا تجارية ناجحة، العمال المهرة هم من يقومون بذلك.”
المصادر
1. مطار القاهرة الدولى.
2. آراء العملاء حول مطار القاهرة على موقع سكاى تركس
https://www.airlinequality.com/airport-reviews/cairo-airport
3. آراء العملاء حول مطار القاهرة على موقع تريب ادفيزر
https://www.tripadvisor.com/ShowUserReviews-g1-d8729067-r692405687-EGYPTAIR-World.html