كولومبوس، أوهايو، مدينة متوسطة الحجم في الغرب الأوسط للولايات المتحدة. الحياة فيها حلوة لكن فيها مشكلة واحدة، وهيه عدم وجود طرق سهله للسفر لخارج الولايات المتحدة. المشكلة دى بتتعقد ذياده لو إنت مسافر لمكان مهواش مشهور سياحياً. وبالرغم من إن مدينة كولومبوس هي المدينة رقم 17 من حيث عدد السكان في أمريكا، بيعيش فيها حوالى مليون شخص، إلا إن المطار بتاعها – “مطار جون غلين الدولي” – هوه فى الحقيقة مطار دولى بالإسم فقط. المطار ده بيقدم رحلات دولية قليلة جداً وفي أوقات معينه لبعض الجزر في البحر الكاريبي وبعض منتجعات المكسيك. الجهة الدولية الوحيده اللى الطيران بيسافر لها من كولمبس بشكل منتظم طول السنه هيه مدينة تورونتو، كندا. الرحلة دى بتاخد ساعة واحدة ولكن حتكلفك اكتر من 600 دولار أمريكى للذهاب والعودة.
بالنسبة للي عايشين في أوهايو وحابين يسافروا لمصر، بأقل عدد من المرات اللى بتقف فيها قبل ماتوصل للقاهرة، الخيارات المتاحة ليهم محدودة. هتحتاج أولاً تاخد طيارة لمدينة من المدن الكبيرة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة: زي نيويورك وواشنطن وتورونتو علشان تلاقي رحلات مباشرة للقاهرة.
المشكلة فى الموضوع ده إن شركة مصر للطيران هيه شركة الطيران التجارية الوحيدة اللي بتقدم رحلات مباشرة من أمريكا الشمالية للقاهرة. والسبب فى المشكلة دى إن مصر للطيران بتوفر عدد محدود من الرحلات كل اسبوع. ففي بعض الشهور اللى فيها إقبال قليل على السفر لمصر، زى شهر نوفمبر مثلاً، مصر للطيران بتشغل ثلاث رحلات في الأسبوع من نيويورك وواشنطن وتورونتو. لكن في المواسم اللى فيها إقبال على السفر للقاهرة، زى فترة عيد الميلاد أو خلال الصيف، مصر للطيران بتزود عدد الرحلات لرحلة كل يوم من نيويورك وتورونتو، وثلاث رحلات في الأسبوع من واشنطن.
الخيار التاني، لو مش عاوز تسافر بمصر للطيران، هو أنك تطير من كولومبوس لأي مدينة كبيرة على الساحل الشرقي، زي بوسطن وواشنطن ونيويورك ونيوارك وديترويت، أو حتى شيكاغو. ولما توصل هناك، تقدر تختار من بين عدد كبير من الرحلات لأوروبا وبعدين تكمل برحلة توصيل للقاهرة.
حالة الترقب وعدم معرفة ظروف الطقس أوالمطارات اللى حتقف فيها لغاية ماتوصل لهدفك بتسبب تعب للجسم والعقل. من كذا سنه كنت فى طريقى لمصر عن طريق أمستردام وكانت االرحلة من مطار أمستردام للقاهرة على وشك إنها تروح منى بسبب تغيير رقم بوابة ركوب الطياره لإنى كنت نايم ساعة ما كانوا بيعلنوا عن رقم البوابة الجديد. الوقت القصير اللى بين الرحلات، وكونك في مطار غير مألوف، وتأخير رحلات الطيران السابقة، والشعور بالتعب وقلة النوم كلها عوامل بتزود الضغط الجسدي والعقلي خاصة مع جداول الرحلات اللي فيها بتطر تنزل فى عده مطارات قبل ماتوصل لهدفك.
مشكلة تانية مع مصر للطيران إنها في تحالف “ستار”1. التحالف ده بيفرض على مصر للطيران إنها تنسق رحلاتها مع شركات أمريكية معينة للسفر داخل الولايات المتحدة. على سبيل المثال، في إحدى رحلات الرجوع من القاهرة لكولومبوس عبر واشنطن العاصمة، مكتب مصر للطيران في مطار القاهرة مكنش قادر يحجزلي الرحلة كلها لحد كولومبوس. موظف الحجز فى مطار القاهرة قالي إنه ميقدرش يُدخل على كومبيوتر شركة دلتا للطيران2، و دى الشركة اللى بتمتلك الطيارة اللى حتوصلنى من واشنطن لكولومبوس. قالولي إن الشركة الأمريكية الوحيدة اللي مصر للطيران بتقدر توصل لسجلاتها هي شركة الطيران المتحدة3. ولذلك بعد ما وصلت لواشنطن على مصر للطيران، كان لازم ألاقي مكتب دلتا للطيران وأحجز الكرسى بتاعى على طيارتها اللى حترجعنى لكولومبوس. تخيل إنك على طيارة لمدة 12 ساعة ومرهق من قلة النوم وعمال تلف فى مطار غير مألوف علشان تلاقي مكتب شركة دلتا وكل ده فى الوقت القصير اللى بين الرحلتين.
بالإضافة لكده، المسافرين الكبار فى السن، زيّ حالاتى، مش بيحبوا يحجزوا الرحلات عبر الإنترنت. الشباب ممكن يلاقوا الكلام ده غريب، بس إحنا قعدنا سنين نتعامل مع وكلاء السفر المحليين. ناس ظريفة فى مكتب فى الحى بتاعك بيرشدوك علشان تلاقى أسهل وأرخص طريقة للوصول للمكان اللى إنت عاوز تسافرله. ولكن مع ظهور “وكالات السفر عبر الإنترنت”، وكلاء السفر المحليين أصبحوا من الأنواع المهددة بالانقراض.
فى النهاية اضطريت اشترك مرة تانية مع نادى السيارات الأمريكى (AAA) 4، اللي رجعلي ذكريات وكلاء السفر المحليين، اللي كنت بتعامل معاهم قبل كده. وبمساعدة وكيل السفر بتاع نادى السيارات الأمريكى حطيت جدول رحلتى على الموبايل بتاعى وبقيت جاهز للسفر لمصر على مصر للطيران من نيويورك.
في المقال اللي جاي من سلسلة “خطاب من أمريكا”، هاحكيلكم عن تجربتي مع مصر للطيران ومطار القاهرة، وهى تجربة غير عادية وإلى حدّ ما شيقة.
- Star Alliance
- Delta Airlines
- United Airlines
- Triple A (AAA)