مُلخصٌ فى ثوانٍ: هل نعمل للحصول على إعتراف الناس؟، الأنواع المختلفة لعقلية القائمين بالعمل: عقلية السائق و عقلية التائه و عقلية الحالم، قصة المغنى “سيكستو رودريجز”، وكيف نتأثر برأى المجتمع فيما نقوم به من عمل.
الرسالة الرئيسية التى يحتويها كتاب “مت فارغاً” هى أن أيامنا فى هذا العالم محدودة، وبالرغم من ذلك فبإمكان كل واحد منا أن يقدم العديد من المساهمات القيمة للعالم خلال فترة حياته.
يحُثنا تود هنرى على “العمل” على الوصول إلى أهدافنا وأن نُفرغ أنفسنا من أحلامنا الطموحة. وفى الوقت نفسه ينصحنا بالتركيز على أداء “العمل” دون أن نتوقع إعتراف الآخرون بقيمته. ولا ننتظر إدراك الآخرين لقيمة ما قمنا به، لأن قيمة ما نقوم به من عمل لايعتمد على إعتراف الآخرين به. يُعرف تود هنري “العمل” على أنه كل ما نفعله لأنه مُهمٌ بالنسبة لنا. بإختصار، “العمل” هو كل ما تفعله لإضافة قيمة لشئ لم تكن له قيمة من قبل.
ويقول المؤلف أن هناك ثلاثة أنواع من “العمل”: التخطيط، والتنفيذ، و التكامل. ويضيف أن معظم الناس عادة مايركزوا على نوعين من هذه الأنواع ويتجاهلوا النوع الثالث.
يرى تود هنرى أن التخطيط هو وضع خطة لما تنوى القيام به، والتنفيذ هو القيام بالعمل نفسه، أما التكامل فهو ما يمكن أن تسميه ب “العمل بين فترات العمل”، أى القيام بإكتساب مهارات جديدة توسع من قدراتنا في مجال تخصصنا أو حتى فى مجالاتِ أخرى.
يقول المؤلف ان الشخص الذي يُركز بالتساوى على جميع أنواع العمل الثلاثة يمتلك “عقلية المطور”، وهى العقلية التى يحُثنا الكاتب على السعي لتحقيقها. ومع ذلك فإن معظمنا ينتمى غالباً لإحدى الفئات العقلية التالية:
أولاً: “عقلية السائق”: التى تركز على التخطيط والتنفيذ وتتجاهل التكامل. أصحاب هذه العقلية لديهم كفاءه فى مجال عملِهم فقط وذلك يمنعهم من الإستفادة من الفرص المتاحة لهم. أصحاب عقلية السائق لديهم الإرادة والتصميم لكنهم لا يستغلون قدراتهم بشكلٍ كامل.
ثانياً: “عقلية التائه”: وهى تركز على التنفيذ والتكامل وتُهمل التخطيط. يعمل أصحاب هذه العقلية بدون خطة واضحة وعادة ما يفقدوا العديد من الفرص التى فى متناول أيديهم.
ثالثاً: “عقلية الحالم”: وهى العقلية التى تركز على التكامل والتخطيط وتتجاهل تنفيذ العمل نفسه. ووفقًا لمؤلف “مُت فارغاً”، فإن أصحاب هذه العقلية مهووسين بأفكار تطوير الذات والنمو الشخصي، لكنهم لا يمتلكوا القدرة على العمل الجاد بشكلٍ يكفي لتحقيق أحلامهم.
و بالنسبة للذين يشككون فى تأثير عملهم على الآخرين، يروى مؤلف “مت فارغاً” قصة سيكستو رودريغيز وهو مغنى وكاتب أغانى من مدينة ديترويت بالولايات المتحدة. فى فترة السبعينيات من القرن الماضى قام سيكستو رودريغيز بإصدار العديد من الأغاني، لكنه لم يصل أبداً إلى النجومية. خلال هذه الفترة وعلى الجانب الآخر من العالم، وبالتحديد في جنوب إفريقيا، لقيت أغانيه نجاحاً هائلاً لدرجة أنه أصبح معبوداً للجماهير فى جنوب القارة الأفريقية. إعتقد معجبوه فى جنوب إفريقيا أنه لم يعد على قيد الحياه. إستمر السيد رودريغيز فى ممارسة حياته بشكل هادئ فى مدينة ديترويت بالولايات المتحدة دون أن يعلم بشعبيته الجارفه فى جنوب القارة الأفريقية. وعندما أدرك معجبيه أنه مازال على قيد الحياة، دعوه لزياره بلدهم والغناء فى حفلاتٍ موسيقية هناك. عندها أدرك سيكستو رودريغيز التأثير الذى أحدثه عمله على العديد من الأشخاص على بعد آلاف الأميال. وهنا يتساءل تود هنري، إذا لم ينل سيكستو رودريغيز تقديرمعجبيه، فهل كان ذلك سيقلل من تأثير أغانيه؟
قد لا نعرف دائمًا التأثير الكامل لعملنا على الآخرين بل وقد لا ندرك هذا التأثير أبدًا ونحن ما زلنا على قيد الحياة. يجب علينا أن نعمل دون توقع إعتراف الآخرين بقيمة ما عملناه، لأن إعتراف الآخرين ليس وحده ما يجعل لعملنا قيمة.