7# – هل الإسلام أكثر من مجرد دين؟

مُلخصٌ فى ثوانٍ:يستعرض المقال الوضع الحالى للعرب و المسلمين (الأمة*)، يحدد أسباب سؤ أحوال الأمة ثم يقدم العلاج المحتمل لها.  يؤكد المقال على أهمية التنمية البشرية كسبيل للخروج من وضع الأمة الحالى، يناقش الهوية الثقافية للعرب والمسلمين، ويشرح مفهوم “الحكم الرشيد” و “المواطن المستنير”.

قبل ان أقدم أهداف هذه المدونة، دعونى أسألكم: هل نحن، كعرب ومسلمين (الأمة)، فى طليعة الأمم؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، هل نحن على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك؟  أعتقد أن الغالبية العظمى من العرب والمسلمين ليسوا فى أفضل حال، كما أعتقد أن بلادنا أيضاً ليست على الطريق الصحيح لتحسين ظروف مجتمعاتنا أو تقديم مستقبل أفضل لأطفالنا وأحفادنا. 

لهذه المدونة هدفين رئيسيين:

الهدف الأول: هو تحديد الأسباب الحقيقية التى تحول بيننا وبين اللحاق بمصاف الأمم المتقدمة.

تشخيص أسباب مشاكلنا أمرٌ بالغ الأهمية لحلها. وإلا، فإن العثور على طريق الخلاص من مصائب أمتنا سيكون مثل محاولة إصابة هدف متحرك في الظلام. ويمكننى أن أُلخص تشخيصي لسبب تخلف أمتنا وعجزها عن تحديد المسار الصحيح للخروج من هذه المشاكل في كلمتين وهما “سوء الحكم”. و في مقالاتي القادمة، سأسرد كيف توصلت لهذا التشخيص.

أما الهدف الثاني لهذه المدونة: فهو تحديد سُبل علاج هذه المشاكل التي تهدد وجود أمتينا العربية والإسلامية.

وفي رأيي، أن الخروج من واقع الأُمه الفوضوي يمر عبر طريق واحد، وهو الاستثمار في “المواطن”. إن الاستثمار في تنمية قدرات الإنسان أسلوب ثبت نجاحه مراراً وتكراراً في جميع الدول التي سبقتنا فى مؤشرات التقدم والتنمية. 

وطريق النهوض بقدرات البشر يمر عبر ثقافتهم. فالثقافة بالنسبة للإنسان مثل برنامج التشغيل لجهاز الكمبيوتر. فبدون برنامج التشغيل، يصبح الكمبيوتر مجرد قطع من الأسلاك والمعادن والبلاستيك.

وثقافتنا فى العالمين العربى و الإسلامى مرتبطة إرتباطاً عضوياً بالإسلام ليس فقط كدين، رغم عظمة ذلك، ولكن كحضارة امتد تأثيرها عبر القرون ليشمل أرواح  و عقول كل من غمرته بفيضها، سواءٌ كان مسلماً أم لا.  فالهدف الرئيسى لتلك المدونة هو طرح فكرة أن “الثقافة الإسلامية” هى طريقُنا للخروج من عثرتنا الحضارية.

و بالرغم من إشتراكنا فى المكونات الأساسية “للثقافة الإسلامية”، إلا أن لكلٍ منا نسختة الخاصة به من هذه الثقافة.  و إذا ما احتضنا هذا التباين بين أفرادنا وعمِلنا بجدّ لتعزيز إمكانيات كل فردٍ فينا، فإن ذلك سيمنحنا القدرة والقوة. فنحن لم نُخلق لنكون نسخاً متماثلة من قالب واحد. بتعبيرٍ آخر “لكلٍ منا مفهومه الخاص بالإسلام”.  إن محاولة فرض شكلٌ واحد علينا من قبل زعيم ظالم أو إمام دينى متطرف هى أحد مصادر معاناة شعوبنا. 

“الحكم الجيد” و”المواطنون المستنيرون”، متشابكان بشكل معقد في دائرة مقدسة. فدور “الحكم الجيد” للدولة هو توفير بيئة آمنة وداعمة لمواطنيها للوصول الى أقصى مامنحهم الله من إمكانيات. وعلى الجانب المقابل، فإن واجب هؤلاء “المواطنون المستنيرون” هو حماية ووتعزيز “الحكم الجيد.”

* الأمة: هى جماعة المسلمين المرتبطة ببعضها البعض بصلات دينية. وسيتم استخدام تعبير “الأمة”، فى بعض الأحيان للإشارة إلى “العرب والمسلمين” سواءٌ كانوا مجتمعاتٍ أو دول.

شارك هذا المقال على :

تم نسخ الرابط !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقلات قد تعجبك