مُلخصٌ فى ثوانٍ: إختيار الكتاب المناسب ل “كتابٌ أعجبنى”، رحلتى مع كتاب “مت فارغاً” من التعرف عليه الى الوقوع فى حب هذا العمل الرائع، أوجه الشبه بين مدونتى “تحت عمود النور” وبين كتاب “مُتْ فارغاً”.”.
كان التساؤل عن الكتب التى سأختارها للعرض فى مدونتى يطرح نفسه علىّ منذ أن قررت أن يكون “كتابٌ أعجبنى” أحد الأجزاء الرئيسية فيها. وكلما إقترب ميعاد إنطلاق المدونة، كنت أتساءل عن الكتاب الذي سأختاره ليكون نجم العدد الأول منها.
وقبل بضعة أسابيع من إطلاق مدونتي، عَثرتُ على قصة قصيرة نشرها صديقٌ عزيز عبر إحدى المنصات الإجتماعية المشتركة. تدور هذه القصة حول سؤال طرحه محاضر في إحدى اللقاءات التي شارك فيها، حيث سأل الحضور قائلاً: “ما هي أغنى أرض في العالم؟” بادر أحد الحضور بالإجابة قائلاً: “لابد انها أراضى دول الخليج الغنية بالنفط”. وأضاف آخر بثقة: “وأيضاً مناجم الماس في إفريقيا”. وبجدية قال المحاضر: “لا ، إنها المقابر!”. ثم أضاف: “نعم ، المقابر هي أغنى أرض في العالم، ففيها دُفن الملايين من البشر ودُفن معهم الكثير من الأفكار القيمة التي لم يبوحوا بها أثناء حياتهم، وبالتالى لم ينتفع بها أحد”.
ألهمت هذه الإجابة “تود هنري” لكتابة عمله الرائع “مُتْ فارغاً” الذي سعى فيه إلى تحفيز الناس على البحث عن الإمكانيات الكامنة داخلهم وتحويلها إلى شيء ملموس في مجتمعاتهم قبل فوات الأوان. تَذكْر نصيحة تود هنري “لا تذهب إلى القبر محملاً بأفضل ما لديك، اختر دائمًا أن تموت فارغًا”.
و كلما تعمقت في قراءة هذا الكتاب، ذاد شعُورى بأن مؤلف “مُتْ فارغاً” ينتقل بنا نحو آفاق مشابهة لتلك التى أحاول الترويج لها على صفحات مدونتى “تحت عمود النور”. يُرسخ هذا الكتاب فكرة أن “عالمُنا لن يتغير بما نحلُم به ونتمنى تحقيقه، بل سيتغير بما نقوم بإنجازه”. يحُث “تود هنري” قراؤه على إفراغ ما بداخلهم من إبداع. ولتحقيق ذلك ينصحهم بالإعتماد على الجهد المتواصل لا الصدفة أو الحظ. ويضيف مؤلف “مُتْ فارغاً” “أن إخراج ما بداخلنا من إبداع يستحق كل هذا العناء، فالحياة قصيرة، وعليك أن تتعلم كيف تموت فارغًا”.
لهذا السبب اخترت “مُتْ فارغاً” ليكون أول عمل أقوم بمراجعته في هذا القسم من مدونتي. وفى المقال التالي سأقدم لكم هذا الكتاب ومؤلفه.