مُلخصٌ فى ثوانٍ: تباين الظروف الإجتماعية والإقتصادية بين أطفال الولايات المتحدة وتأثير هذا التباين على عليهم خلال مختلف مراحلهم العُمرية، دراسة علمية حديثة توضح العلاقة بين الخلفية العرقية وخطر الإصابة بالتغيرات العقلية الناتجة عن الضغوط العصبية المزمنة، و شرح مختصر ل”الضغوط العصبية المزمنة”.
تتباين الخلفيات الإجتماعية والبيئية التى ينشأ فيها الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، ويلعب هذا التباين دورٌ محورى في تشكيل قدرات هؤلاء الأطفال على العمل وعلى الإستجابة لما قد يتعرضوا له من تو ترات عصبية فى المستقبل. وقد وضحت العديد من الدراسات العلمية وجود علاقة قوية بين المحن التى يتعرض لها الأطفال وبين انتشار المشاكل النفسية والاجتماعية والسلوكية السيئة بينهم كبالغين في وقت لاحق من الحياة.
ذكرت دراسة نُشرت مؤخرًا 1، أن هناك علاقة محتملة بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للعائلات الأمريكية ذات الأصول الأفريقية وبين حجم أدمغة أطفالهم. أستخدم الباحثون فى هذه الدراسة بيانات تم الحصول عليها من التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة للأطفال المشاركين فى الدراسة، والتقارير الذاتية للوالدين والطفل المتعلقة بالضغوط العصبية المزمنة التى تواجهها العائلة، وبيانات التعداد السكاني في الولايات المتحدة. تم استخدام هذه البيانات للتحقق من وجود علاقة بين الخلفية العرقية والتعرض للضغوط العصبية المزمنة (وتعرف ب”الإجهاد السام”) وبين الاختلافات في بنية الدماغ فى الأطفال ذوى الأصول العرقية المختلفة.
وجد الباحثون1 أن التعرض للضغوط العصبية المزمنة “الإجهاد السام”، مثل: الصعوبات الاقتصادية والتفرقة العنصرية الممنهجة تلعب دوراً هاماً فى ظهور مشكلات الصحة العقلية والنفسية بين الأطفال ذوى الأصول الأفريقية. ويمكن لهذه المشكلات أن تستمر وتتطور مع تقدمهم في السن. تساهم الضغوط العصبية المزمنة “الإجهاد السام” في تقليل عدد الخلايا العصبية الموجودة فى المخ (طبقة القشرة الرمادية) لدى الأطفال ذوى الأصول الأفريقية.
ما هي عواقب التعرض للضغوط العصبية المزمنة أو “الإجهاد السام”2؟
يشعر الأطفال بتأثير الضغوط العصبية المزمنة “الإجهاد السام” عندما يتعرضون لتحديات قوية ومتكررة ومستمرة، مثل: سوء المعاملة والإهمال والعنف وتعاطى أفرادٌ من أسرهم للمخدرات. يؤدي تعرض الطفل المستمر “للإجهاد السام” لردود فعل من الجهازين العصبى والمناعى للطفل. وقد ينتج عن هذا أيضاً حدوث تغيرات في الحمض النووي للأطفال، وهو المسئول عن الصفات الخاصة بالإنسان والتى قد تُورث لذريته.
يتسبب “الإجهاد السام” في زيادة حجم مراكز الخوف في الدماغ (الجهاز الحوفي واللوزة*) بشكل كبير، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تشبه أعراض “اضطراب ما بعد الصدمة“**. كما يؤدى “الإجهاد السام” أيضاً الى إضعاف وظائف مناطق الدماغ المسؤولة عن التَعلّم والذاكرة والأداء التنفيذي، مثل (قشرة الفص الجبهي والحصين***). وينتج عن تعرض هؤلاء الأطفال لمشاكل سلوكية وصعوبة فى تلقى العلم. أما إضعاف الجهاز المناعي للأطفال فقد يؤدى إلى تعرضهم لخطر الإصابة بمجموعة متنوعة من الحالات المرضية المزمنة، مثل الربو وأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض المناعة الذاتية والسرطان. أما تغييرات الحمض النووي فقد تؤثر على التعبير الجيني للأطفال، وعلى وظائف الجسم، كما يمكن لهذه التغيرات أن تنتقل من الطفل امعرض ل “الإجهاد السام” إلى أجياله التالية2.
هناك حاجة إلى مزيد من البحوث العلمية لتقييم تأثير عدم المساواة الإجتماعية والإقتصادية بين المجموعات العرقية فى المجتمع الأمريكى على عقول الأطفال المنتمين لهذه المجموعات العرقية المختلفة. هذه الدراسات العلمية الدقيقة بالإضافة لنتائج الدراسة الحالية1 قد تعطينا فهما أعمق لتباين معدلات الأمراض النفسية والإجتماعية بين السود والبيض فى الولايات المتحدة الأمريكية.
المصادر
دومورني وآخرون، التباينات الجذرية في الكره أثناء الطفولة والمظهر الخاطئ للاختلافات المرتبطة بالعرق في بنية الدماغ. المجلة الأمريكية للطب النفسي ، نُشرت على الإنترنت في 1 فبراير https://ajp.psychiatryonline.org/doi/full/10.1176/appi.ajp.21090961.
مستشفى تكساس للأطفال ، تأثير الإجهاد السام على الأطفال. مدونة أطفال تكساس.
https://www.texaschildrens.org/blog/impact-toxic-stress-children
الجهاز الحوفي واللوزة *(Limbic system and Amygdala)
اضطراب ما بعد الصدمة ** (Post Traumatic Stress Disorder-PTSD)
قشرة الفص الجبهي والحصين *** (Prefrontal cortex and Hippocampus)