مُلخصٌ فى ثوانٍ: تأثير الولايات المتحدة على المنطقتين العربية والإسلامية – أهمية التعرف على المجتمع الأمريكى – ما سنقوم بتغطيته في مقالاتنا القادمة.
أَيَّما كان شعورك تجاه الولايات المتحده فلاشك وأنك تتفق معي في أن لها تأثير كبير على حياتنا في المنطقتين العربية والإسلامية. ولا ينحصر هذا التأثير على النواحى السياسية أو العسكرية فقط، رغم أهميتهما، ولكنه يمتد ليشمل مختلف الأوجه الثقافية والحضارية فى بلادنا.
فنحن نشاهد أفلامهم ونستمتع بموسيقاهم، نقلد مشاهيرهم ونعلق صور صروح مدنهم ومعالمهم الطبيعية على جدران منازلنا، يرتدى أطفالنا ملابس أبطال قصصهم المصوره ويعلقوا أعلامهم على دراجات لهوهم. ولايتوقف تأثير الولايات المتحدة على ذلك بل يمتد ليشمل كل نواحىى حياتنا اليومية، من الدقيق الذى نصنع منه خبزنا إلى الدواء الذى نعالج به مرضانا، ومن الحواسب الإلكترونية التى على مكاتبنا إلى مواقع التواصل الإجتماعى التى نتعرف منها على أخبار عائلاتنا.
وبالرغم من تغلغل مظاهر ثقافتهم ونتاج حضارتهم لكل نواحى حياتنا فنحن لانعرف عنهم إلا القشور. وعلى النقيض من ذلك فهم يعلمون كل شئ عنا.
ورغم اننا قد نختلف في تحديد مقاييس تقدم الدول، إلا أننى أعتقد أننا نتفق على أن النسيج الثقافى والحضارى للمجتمع الأمريكى أتاح لأفراد شعبهم معدلات متدنية لوفيات الأطفال مع متوسطات أطوال أعمار عالية لمواطنيهم، جامعات تحتل المراكز الأولى بين جامعات العالم فى رقى مستوى الشهادات التى تمنحها جنباً إلى جنب مع بلايين الدولارات التى تنفقها كل عام على البحوث العلمية والتى أتاحت للولايات المتحدة قيادة العالم فى التقدم العلمى خلال معظم القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين والريادة فى عدد من حصد جوائز نوبل فى مختلف ميادين العلوم.
و على الأقل، فإن دراسة المجتمع الأمريكى ستتيح لنا التعرف على أسباب تقدمهم لنتبناها والأخطاء التى وقعوا فيها خلال رحلة بناء أمتهم فنتلافاها.
وخلال المقالات القادمة سنوسع مجال التعرف على الفرد فى المجتمع الأمريكى، كيف يفكر وماهى أولويات قيمه، دور الدين والأخلاق و القانون فى تشكيل قراراته، دور الأسره ومؤسسات التعليم فى تشكيل عقول أطفاله، وكيف نجحوا فى نقش مبادئ مقدسة على وجدان صغارهم، مبادئ مثل: الفردية وحرية التعبير، والقدرة على تحقيق أي هدف ترنو إليه افئدتهم إذا ماعملوا بجد وإجتهاد كافيين.
هدفي هو أن أعرف العرب والمسلمين بالأميركيين: كيف ينظرون إلى العالم من حولهم، وطريقة تفكيرهم، واتخاذهم للقرارات، ثم كيف يحولون هذه القرارات إلى حقيقه على أرض الواقع.
وفي المقال التالي من هذه السلسلة، سأقدم “أليستر كوك”1 وهو المذيع الذى قدم برنامج “رسالة من أمريكا” على هيئة الإذاعة البريطانية لمدة 58 عامًا تقريبًا. وخلال دقائق البرنامج الخمسة عشر، كان أليستير كوك يتناول قضايا الساعة التي شغلت بال المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت، ويربط ذلك بخيوط من ملاحظاته وحكاياته عن المجتمع الأمريكي وغالبًا ما كان ينهي رسالتة بنبرة فكاهية أو مؤثرة.
المراجع
1. أليستير كوك: (20 نوفمبر 1908-30 مارس 2004)، كاتب بريطاني أمريكي وصحفي وشخصية تلفزيونية ومذيع إذاعي.